في 13 يوليو 2011 الماضي قام اليساري السبعيني كالي لاسن رئيس تحرير مجلة ادباستر التي تصدر في كندا وتأسست في عام 1989 بصنع ملصق دعائي تظهر فيه راقصة باليه ترقص على ظهر ثور و ذلك بالقرب من وول ستريت شارع الأموال الذي يحكم العالم إقتصاديا وكان ذلك تأثرا بثورات الربيع العربي وتحديدا بالثورة المصرية كما ذكر في موقع المجلة : " إحتلال وول ستريت هي حركة شعبية بلا قائد هدفها هو الديموقراطية وبدأت في أمريكا في 17 سبتمبر وذلك بإقامة بعض الخيام في ذلك الشارع. وهي مسترحاة من الثورة المصرية و حركة الخيام الأسبانية (سبانيش آكامباداس) وهدفنا هو إنهاء الفساد المالي في نظامنا الديمقراطي " وسرعان ما انضمت له مجموعات على الفيس بوك وتويتر و بدأ التحرك الفعلي بمسيرة صغيرة في 17 سبتمبر في وول ستريت واستمررت أعدادهم في الزيادة شيئا فشيئا حتى وصلوا إلى مائة شخص في خلال إسبوع وجائت الشرطة واعتقلت معظمهم في 24 سبتمبر بحجة أنهم يعرقلون المرور ، وبعد هذا الإعتقال الأول إنتقل المحتجين إلى حديقة مجاورة و تركتهم الشرطة نظرا لأن الحديقة هي مكان عام ، وفي 30 سبتمبر قادت الحركة مسيرة مكونة من ألفي شخص عبر جسر بروكلين وأعتقلت الشرطة 700 شخص منهم وأفرجت عنهم بعدها بساعات. وفي 15 اكتوبر بدأت الحركة في الإنتشار عالميا فخرجت مظاهرات في 1500 مدينة حول العالم و كانت مظاهرات روما الإيطالية هي الاعنف. ومازالت الدعوات مستمرة للإنضمام إلى هذه الحركة لإيقاف جشع الرأسماليين وسلطاتهم على الدولة وذلك عبر منع إختلاط رأس المال بالدولة ومنع الشركات الكبرى من تمويل الحملات الإنتخابية.

ولكي نفهم جزءا من دوافع أصحاب هذه الحركة سننظر إلى علاقة الإحتكارية الرأسمالية بقطاع الطعام العالمي عبر مجموعة من الإحصائيات :
  • تحتكر ستة شركات فقط نصيبا يبلغ 75% من سوق المبيدات الزراعية العالمي.
  • أربعة شركات تبيع نصف البذور المستخدمة في العالم كله
  • ثلاثة من هذه الشركات ( مونسانتو ، سينجنتا ، دوبونت ) هي أصلا من الشركات الستة التي تدير سوق المبيدات الزراعية ، ومغزى تلك الملاحظة هو توضيح أن تلك الشركات تنتج البذور "المعدلة جينيا" والتي تتوافق طبعا مع المبيدات الزراعية التي ينتجونها هم ايضا.
  • تحتكر ثلاثة شركات فقط 70% من سوق اللحوم في أمريكا.
  • تتحكم أربعة شركات (كارجيل ، آرشر دانييلز ، بونجي ، لويس دريفوس) في 90% من سوق بيع الحبوب على مستوى العالم.
الجدير بالذكر هو أن البذور التي تتحكم فيها هذه الشركات وهي بالطبع معدلة وراثيا لها براءات إختراع مملوكة بالطبع لهم.
هذه المعلومات بالطبع هي قطرة في بحر إن قارناها بكمية الممارسات الإحتكارية التي تحدث في عالمنا اليوم وربما أقوم بنشر مقالات أخرى إن سمح الوقت تتناول هذا الموضوع.