الحياه قصيره. نعلم جميعا أننا نحتاج إلي التوقف من وقت لآخر، لكي نشم عبير الزهور بجوار الطرقات، أو أن نستمتع بجمال المناظر الطبيعيه بينما نحن مسافرين.
نحن بحاجه إلي أن نحيا لحظات ممتعه لكي نجد الجانب الجميل من الحياه.
و الحقيقه هي أن التمهل قليلا في أمور الحياه يمكن أن يمنحنا شعورا يالإرتياح قد يفاجئنا، فما يهم ليس ما يمكنك إنجازه و إنما هو مدي اندماجك في كل عمليه تقوم بها في حياتك اليوميه المعتاده. إستمتع باللحظه التي تحياها، و كن من الشاكرين لما يحيط بك من نعم.
و سيمنحك هذا شعورا بالخفه سينمو مع مرور الأيام، و قدرة أكبر علي الإحساس بالمتع الصغيره في الحياه اليوميه.
و الإستمتاع بالأشياء المبهجه في حياتنا هو أمر بسيط.. و بينما نستشعر اللحظه الجالبه للسعاده و نلاحظ مدي خصوصية هذه اللحظه، سواءا كان المتسبب في هذه اللحظه منظر خلاب لجبال جميله،أو ضمة عفويه من طفل، أو كتاب حصلت عليه لكاتبك المفضل، أو سماع إسمك حين ينطقه محبوبك بشكل يعجبك، أو حتي الزهور في حديقه مفتوحه للجميع. و لكنك لا تستطيع أن تستمتع بمثل هذه اللحظات التي ذكرناها إن كان نمط حياتك يائسا، أو غارقا في العمل، أو حتي مزدحما بشكل زائد.
أنا أعرف أن لديك الكثير من الأشياء المطلوبه منك يوميا. فقد تكون منشغلا بمشروع جديد. أو أنه يجب عليكي تنظيف المنزل و لديكي الكثير من الأشياء المطلوبه للإعداد للحفله المنتظره. أو أن عندك أكداسا من المستندات يجب أن تتعامل معها لأن الموعد النهائي قد أزف. أو أنك تفكر في الأمور التي حدثت قريبا و تشعر بالأسي عند تفكبرك فيها.
" اللحظات التي نستمتع أكثر بها عندما نشعر باقبالها و عندما نحياها،و التي نعتز بها لمدة طويله بعد ذلك، هي اللحظات التي نكون فيها أكثر اندماجا. لأن التعمق يزرع لنا جذورا في هذا العالم، و يمنح الحياة قواما و اكتمالا. و هو ما يثري عملنا، و علاقاتنا، و كل ما نفعله. و هو العنصر الاساسي لحياة جيده، و هي صفة نحترمها لدي الآخرين" ويليام باورز.
نحن لا نستطيع أن نغير الأشياء التي حدثت.
أن نحيا حاضرنا هو ما نستطيعه. و هذا أمر أساسي لكي نتذوق و نشعر بالعرفان لبهجات الحياه. و بدلا من التفكير في الشئ التالي علي قائمه الأشياء المطلوبه منك أو التفكير فيما فات(سواءا كان محزنا أو مبهجا)،
أن نحيا الحاضر هو ما يمكننا من أن نلاحظ و نستمتع بلحظات البهجه أئناء إشراقها.
و إن كان لديك ذكري عن واحده من هذه اللحظات، فلا تتركها لذاكرتك. اكتبها. اكتب عنها في مفكرتك. و يمكنك أن تدون ما تملكه من أشياء مبهجه في حياتك، أو ما تريد تذكره من هذه اللحظات. و عندما تسوء أمورك،فقد تحتاج الي هذه القصاصات لتنعش ذاكرتك و تعيد الطمأنينه، و التماسك، و الرضا الي يومك.
و تدوين الاشياء في حياتك هدفه منع الشعور بالاجهاد عندما تحاول أن تتذكر كل شئ. فلديك الكثير من الأمور الأخري التي يتعين عليك تذكرها في حياتك اليوميه، و قد تربكك الأحاسيس المشوشه و تشابك الأفكار الكثيره.
اشرك المحيطين بك في لحظاتك البهيجه. فإن كنت مسافرا، أرسل بطاقه بريديه لمنزلك. و اكتب الأشياء التي تريد نذكرها في رحلتك و ضعها في خطاب و ارسله لنفسك لبكون في انتظارك عند عودتك. ستذكرك هذه الرسائل بالتفاصيل الساحره التي مررت بها فور عودتك الي حياتك العاديه.
و يمكنك أن تتحدث مع اعضاء اسرتك ، و أصدقائك عن هذه المتع الصغيره الباقيه في ذاكرتك فيما بعد و سيقربكم هذا أكثر.
مد يد المشاركه للمتع التي في حياتك لمن تحبهم و يعيشون بعيدا عنك و ستجد أن علاقتك بهم ستبقي مزدهره، يملؤها الحب و الايجابيه.
لدينا الكثير من الاشياء لنفعلها يوميا، و لكنني أرجو أن تسمح لنفسك بالقليل من الوقت للتنفس في جدولك المزدحم.
نحن آدميين، و لسنا آلات.
اعثر علي المتع، و استمتع بها.
SINDIBAD